سيكون هناك الكثير من الضحايا، لكننا لن نتهاون في الدفاع عن أراضينا".
مصدر الصورة Getty Images Image caption ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس الإيراني حسن روحاني بينما كانت النيران تشتعل في منشآت أرامكو بعد استهدافها بطائرات مسيّرة كما أعلنت حركة أنصار الله اليمنية، وصواريخ كروز إيرانية حسب الرواية السعودية الرسمية، وصلت منطقة الشرق الأوسط فعليا إلى مرحلة الغليان التي تسبق أي انفجار حتمي. وتوجهت أصابع الاتهام مباشرة إلى إيران التي نفت صلتها بالهجوم الذي عطّل نصف الإنتاج السعودي من النفط، وبدأ الحديث عن الردّ وحجمه وتداعياته. لم يكن الهجوم على أرامكو الأول على منشآت سعودية خلال هذا العام، فقد سبقه في 14 آيار/ مايو هجوم بطائرات مسيّرة على محطتي ضخ لخط الأنابيب "شرق - غرب" الذي ينقل النفط السعودي من حقول المنطقة الشرقية إلى ميناء ينبع على الساحل الغربي. حينذاك تبنى أيضا الحوثيون الهجوم، لكن السعودية ألقت بالمسؤولية على إيران، لينقل لاحقا تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" اتهاما عن مصادر رسمية أمريكية لإيران بالوقوف خلف الهجوم من خلال فصائل تتبع لها في العراق. لم تقتصر الاتهامات الأمريكية لإيران على هذه الهجمات، بل تعدتها إلى هجمات الفجيرة التي طالت ناقلات نفط في بحر العرب، ولاحقا على ناقلتي نفط في خليج عمان، إلى جانب اعتراف إيراني رسمي بإسقاط طائرة تجسس أميركية فوق مضيق هرمز.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
فقد أوضح خان أنه خلال سفره من إسلام آباد إلى نيويورك توقف في المملكة العربية السعودية بسبب الهجمات على منشآتها النفطية وتحدث إلى ولي عهدها الذي طلب منه التحدث مع الرئيس الإيراني. وقال رئيس الوزراء الباكستاني: "نحاول أن نبذل قصارى جهدنا"، في ما يخص هذه الوساطة، مضيفا أن "هذا الأمر لا يزال جاريا، لذلك لا يمكنني أن أقول أكثر من ذلك". EPA لم تكن رسالة بن سلمان عبر خان آخر الرسائل، فقد توجه رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي إلى السعودية في زيارة عاجلة التقى فيها العاهل السعودي وأكد بعدها أنه يعتزم زيارة إيران. وقال عبد المهدي في لقاء متلفز مع صحفيين عراقيين إنه بعد وصول الأزمة إلى حافة حادة جدا "هناك تجاوب كبير من المملكة العربية السعودية وإيران وحتى اليمن واعتقد ان هذه المساعي بجانب مساع أخرى يجب أن تبذل. أعتقد أن سيكون لها شأن طيب في هذا المجال". وفي مقابلة أخرى قال رئيس الوزراء العراقي إنه يعتقد أن "المملكة تسعى الى السلام"، داعيا إلى ضرورة إبعاد شبح الحرب عن المنطقة. وشدد على أن "الجميع يتحدث عن قبوله بالمفاوضات لحل الأزمة" وأن "الكثير من المؤشرات تدل على أن لا أحد يريد حربا في المنطقة باستثناء إسرائيل".
وأضاف أن المصنع الذي استُهدف "يكرر كميات من النفط أكبر مما تنتجه المنطقة بأسرها تقريباً. لذلك، هذه ضربة للعالم و الاقتصاد العالمي، وليس للمملكة العربية السعودية وحدها". وقال ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان إن الهجوم الذي وقع على منشأتي شركة آرامكو يوم السبت يشكل "اختبارًا حقيقيًا" لاستعداد العالم لمواجهة الأعمال التي تهدد الاستقرار الدولي. جاء حديث محمد بن سلمان قبيل مؤتمر أعلنت عنه وزارة الدفاع السعودية وقالت إنها ستقدم فيه أدلة على تورط إيران في هجمات 14 سبتمبر/ أيلول على منشآت شركة أرامكو، وهو ما تنفيه إيران. وتشير تقارير إلى أن السعودية تتطلع إلى حشد المجتمع الدولي في أعقاب الهجوم على منشآتها النفطية. وتسعى لأن يرد العالم عليه. واتهمت وزارة الخارجية الأمريكية إيران بأنها مسؤولة على الهجمات وأنها مصدر الطائرات بدون طيار المستخدمة فيها. وقال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، إن إيران نفذت ضربات جوية بطائرات بدون طيار استهدفت منشأتين رئيسيتين للنفط تابعتين لشركة أرامكو السعودية المملوكة للدولة. وأعلنت الحكومة البريطانية أن رئيسها بوريس جونسون بحث مع الرئيس الأمريكي ضرورة وجود "رد دبلوماسي موحد" على الهجمات على المنشآت النفطية السعودية.
كما كان حاسما حول اليمن مؤكدا أن بلاده لم ولن تتحدث حول اليمن مع إيران "فاليمن شأن اليمنيين بكافة مكوناتهم وسبب أزمة اليمن هو الدور الإيراني المزعزع لاستقراره. " كلام الجبير أعاد المشهد إلى واقعيته التي وإن بدا فيه واضحا أن السعودية قررت كسر ارتباط التسوية الإقليمية بالتفاهم الإيراني الأميركي الذي قد يأتي وقد لا يأتي أبدا، إلا أن مسارا كهذا لا يمكن له الانطلاق قبل صناعة الأجواء المناسبة للحوار. كسر الجليد هو عنوان المرحلة الحالية، والجليد الذي يحيط بالعلاقات السعودية الإيرانية ليس من النوع الذي تذيبه رسائل عبر وسطاء بإمكانها في أحسن الأحوال أن تصنع إطار عمل لعملية طويلة الأمد. ما يذيب الجليد نقاشات مباشرة وجداول أعمال تحوي كل النقاط المشتعلة بين البلدين، وعملية بناء ثقة تدريجية تشبه تلك التي كان طرحها يوما الرئيس الإيراني الراحل هاشمي رفسنجاني والذي تحدث في العام 2014عن بناء ثقة في مناطق الاصطدام عبر خطوات تدريجية، حينها ذكر اليمن والبحرين ولبنان وسورية. ورغم اختلاف الظروف بين 2014 ويومنا هذا، إلا أن هكذا عملية تدريجية قد توصل إلى صناعة الإطار المناسب لوضع الخلاف السعودي الإيراني في إطار التنافس لا التصادم.
من جهتها، رفضت إيران الاتهامات الأمريكية واعتبرتها "إلهاء" عن الحقائق في الشرق الأوسط. ونقلت وكالة إيسنا الإخبارية عن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قوله "يجب على الولايات المتحدة أن تسعى لإلقاء نظرة على الواقع الحقيقي للمنطقة، بدلا من صرف الأنظار إلى أشياء آخري، نحن نشعر أنها تحاول نسيان الحقائق بطريقة أو بأخرى". وذكرت وكالة الانباء الايرانية الرسمية ايرنا أن الحكومة الإيرانية سلمت مذكرة رسمية يوم الاثنين إلى الولايات المتحدة عبر السفارة السويسرية، التي تمثل المصالح الأمريكية في طهران، "تؤكد فيها أن إيران لم يكن لها أي دور في الهجوم على منشأتي آرامكو". وجاء في المذكرة، "تنكر إيران وتدين مزاعم" الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزير الخارجية مايك بومبيو بأنها كانت وراء الهجمات. وقالت الوكالة إن المذكرة "أكدت أيضا على أنه في حالة اتخاذ أي إجراء ضد إيران، فإن هذا الإجراء سيواجه برد فوري من إيران ولن يقتصر نطاقه على مجرد تهديد". وأدت الهجمات التي استهدفت منشأتي ابقيق العملاق للطاقة في أرامكو وحقل خريص النفطي إلى خفض إنتاج المملكة من النفط إلى النصف.
اليوم، نفتح جميع المبادرات لحل سياسي في اليمن، ونتمنى أن يحدث هذا اليوم قبل الغد". رحبت إيران سريعا بالرسائل السعودية على لسان المتحدث باسم الحكومة علي الربيعي الذي دعا الرياض للقيام بمبادرات علنية أولها وقف الحرب في اليمن. ثم جاء الترحيب الثاني على لسان رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني في مقابلة مع قناة الجزيرة القطرية قال فيها إن بلاده ترحب برغبة السعودية في حل الخلافات بالحوار، مشيرا إلى أن أبواب إيران مفتوحة لذلك، مضيفا أن حوارا سعوديا - إيرانيا يمكنه حل الكثير من مشاكل المنطقة الأمنية والسياسية. لكن تغريدات لاحقة من وزير الشؤون الخارجية السعودي، عادل الجبير، حدت من درجة التفاؤل الذي سيطر على الأجواء إذ قال إن "ما ذكره متحدث النظام الإيراني من أن المملكة أرسلت رسائل للنظام الإيراني هو أمر غير دقيق"، موضحا أن ما حدث هو أن "دولاً شقيقة سعت للتهدئة وأبلغناهم بأن موقف المملكة يسعى دائما للأمن والاستقرار في المنطقة". وخاطب الجبير الإيرانيين "أوقفوا دعمكم للإرهاب وسياسات الفوضى والتدمير والتدخل في شؤون الدول العربية الداخلية وتطوير أسلحة الدمار الشامل وبرنامج الصواريخ الباليستية وتصرفوا كدولة طبيعية وليس كدولة مارقة راعية للإرهاب".
وأوضح خلالها أن الجيش يركز على إستراتيجية المنافسة بين القوى العظمى وأن الصراع مع دولة متمردة مثل إيران سيعطل هذه الخطط، ولا تزال وجهات النظر هذه هي السائدة في البنتاغون. الخامس: إيران لا تريد في الحقيقة حربا مع الولايات المتحدة فقد صرح المرشد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي علنا بأن إيران لا تسعى إلى شن حرب مع الولايات المتحدة. والمسؤولون الإيرانيون يعلمون أنه على الرغم من أن أميركا قد لا تتمكن من الفوز بشكل قاطع، فإن إيران ستتحمل معظم الخسائر البشرية حيث لا يزال شبح الحرب الإيرانية العراقية بين عامي 1980-1988 يلوح في أذهان الشعب الإيراني الذي عانى مقتل نحو مليون شخص في النزاع أو 2% من سكانه في ذلك الوقت، مما أثر على جيل كامل. وخلاصة القول -كما انتهى تقرير المجلة- هو أنه في حين أن الباحثين وصناع السياسات كثيرا ما يعبرون عن قلقهم إزاء خطر حرب عرضية، فإن تجنب تصعيد غير مقصود يبدو ممكنا جدا في هذه الحال، ولأن الولايات المتحدة وإيران ملتزمتان بتجنب الحرب فإن أي إجراءات أخرى ستشمل أنشطة سرية وعميلة أو ضربات مقيدة بعناية. المصدر: ناشونال إنترست