واختار الكاتب السعودي تركي الصهيل، لمقاله في صحيفة "مكة"، صالح المنصور كموضوع يتحدث فيه لقرائه تحت عنوان "الشيوعي الأخير.. عاش للشارع ومات فيه"، قائلاً "حتى في رحيله لم يكن اعتياديا، وكان للشارع الذي أحبه أقرب، ومات كما يموت المعدمون الباحثون عن الأمل والعمل بين ضفتي الطريق، لتكتب سيارة طائشة نهاية لرحلته مع فكر آمن به". وقال الصهيل في مقاله، "كثيرون ممن تعلقوا بهذه المبادئ (الاشتراكية) في تلك الحقبة أعادوا تموضعهم من جديد - أحياناً أكثر من مرة - وفقا لمعطيات الواقع الجديد، لكن صالح المنصور صمد في وجه كل المغريات، واحتفظ بقناعاته". وسرد الكاتب السعودي علي سعد الموسى، في مقاله بصحيفة "الوطن"، قصصاً غير معروفة عن أبونضال، وقال "رحم الله أبونضال، إذ حتى الكتابة في رحيله وتأبينه تحتاج إلى شجاعة قصوى وإلى صدر من الفولاذ لمواجهة سهام هذا المجتمع الضائق، ولو حتى بفكرة مختلفة في رأس رجل واحد من بين كل هذه الملايين". وأضاف في مقاله، "هو منتهى النقيضين على طرفي ذات المسطرة: النكرة الذي عاش حياة صاخبة بحبائل الأفكار ومات مجهولاً في ثلاجة المشفى، ولربما بلا بطاقة تعريف. شخص قد يستغرب السواد الأعظم من القراء الكرام وجود اسمه في العنوان، ولكنه اسم العلم المعرف الذي كان "أيقونة" ملتقيات الثقافة ومعارض المعرفة، الذي يعرفه كل مثقف ومفكر وأستاذ جامعة.
من جهته شدد الأستاذ بدر الخريف على ضرورة عدم اختزال شخصية المنصور في شكله ولا لباسه، مضيفاً: «صالح المنصور لم يكن قومياً، ولكن كان إنسانياً، متصالحاً مع ذاته ويفكر بصوت مرتفع.. صالح يحمل قلباً مفعماً بالحب للإنسان، ودائماً ما يردد الأبيات والقصائد التي تنادي بذلك، والمقربين منه يعون هذا تماماً، كما يعلمون أنّه كغيره من أبناء جيل الستينات تأثروا بالأجواء السائدة آنذاك، وتبنوا أفكاراً قد تكون صادمة للمجتمع، إلاّ أنّه مع ذلك كسب احترام من يختلف معهم». ولفت عضو مجلس الشورى د. سعد البازعي إلى أنّ صالح المنصور كان يغرد خارج السرب، «وكم نحن بحاجة إلى المزيد ممن يغردون خارج السرب لكثرة المغردين داخله، حتى إن رأى بعضنا نشازا لا تغريداً»، فيما قال القاص خالد اليوسف: «سنفتقد إطلالته التي اعتدناها في نادي الرياض الأدبي، سنفتقد حواراته ومداخلاته وتعليقاته المثيرة»، كما اعتبر الكاتب عقل العقل أنّ رحيل صالح المنصور «نهاية رجل شجاع، في زمن سقطت الأقنعة ظل وفيا لقناعاته». وطالب الشاعر مفرح الشقيقي نادي الرياض الأدبي أو أي مؤسسة ثقافية المبادرة بإقامة أمسية وفاء وتأبين للراحل صالح المنصور، كما حدث مع كثير من المثقفين، فيما بينت الإعلامية أسماء العبودي أنّ الراحل صالح المنصور في كل الملتقيات كان ينتقد سياسة التوحش من الآخر، وينادي بعدم الفصل بين الجنسين في الملتقيات الأدبية والثقافية، ووصف مشعل الفوازي ذكرياته مع الراحل: «في كل تجمع ثقافي تجده، وإن كان غير فعال به، يميل للوحدة والتأمل وتحافظ ملامحه على حزن دفين مثلما يحافظ على زيّه الأيديولوجي».
لم يكن يغيب عن الملتقيات الثقافية رغم تعبه ووهنه رغم اختلاف الكثيرين معه إلاّ أنّه نال وكسب احترامهم لطالما كانت مداخلاته فاكهة اللقاءات والندوات