لمّح والد الناشطة السعودية المعتقلة لجين الهذلول إلى تعرض ابنته للتحرش الجنسي والصعق بالكهرباء، إلى جانب تهديدها بالاغتصاب والقتل، وهي قابعة في الحبس الانفرادي لأكثر من أربعة أشهر. ونشر هذلول الهذلول تغريدة الجمعة 21 ديسمبر قال فيها إن فتاة عمورية استصرخت بالمعتصم وحفرت صرختها "واه معتصماه" على جبين التاريخ، مضيفاً أنه كثرت روايات أسباب الصرخة، ولكن الأكيد لم تصعق بالكهرباء ولم تحبس حبساً انفرادياً لأكثر من 4 أشهر ولم يتحرش بها جنسياً، ولم تهدد بالاغتصاب والقتل بعد ذلك، في إشارة إلى ما تعرضت له ابنته لجين، مؤكداً بذلك صحة التقارير التي نشرتها جهات حقوقية سعودية وأخرى دولية في هذا الصدد. من جانبه نشر حساب معتقلي الرأي المعني بأخبار المعتقلين في سجون المملكة ما قال إنه مناشدة من والد لجين الهذلول يطالب فيها بالتحرك "من أجل وقف مهزلة التحرش الجنسي التي تعرضت لها ابنته والناشطات المعتقلات بإشراف مباشر من سعود القحطاني (المستشار السابق في الديوان الملكي السعودي) ". وأضاف الحساب: "بدورنا نطالب السلطات السعودية بالإفراج الفوري عن جميع الناشطات ومحاسبة كل مسؤول عن تعذيبهن". وأطلق معتقلو الرأي حملة افتراضية تطالب بالإفراج عن جميع النشطاء السعوديين ووقف ما قالوا إنه التحرش بالمعتقلات في السجون السعودية، مطلقين وسم: #التحرش_بالمعتقلات_جريمة.
وغرد الحساب "بتهم فضفاضة تم اعتقالهنّ، وبشكل همجي تعرضن للضرب والتعذيب الجسدي والنفسي والتحرش الجنسي، الحرية للناشطات الحقوقيات. وفي أكتوبر الماضي دعا خبراء حقوق الانسان في الأمم المتحدة السلطات السعودية إلى "الإفراج الفوري وغير المشروط" عن جميع النساء المدافعات عن حقوق الإنسان. ذكرت هيومن رايتس ووتش أن المحققين السعوديين عذبوا ما لا يقل عن 3 من الناشطات السعوديات المحتجزات منذ بداية مايو 2018، لافتة إلى وجود تقارير تزعم أن التعذيب من قبل السلطات السعودية شمل الصعق بالصدمات الكهربائية والجلد على الفخذين والعناق والتقبيل القسريين. وتضمن بيان مشترك لأكثر من 10 خبراء ومقررين أمميين بينهم المقرر الأممي الخاص بالمدافعين عن حقوق الإنسان، ميشيل فورست، والمعني بحرية الرأي والتعبير ديفيد كاي، والمعنية بالعنف ضد المرأة وأسبابه وعواقبه، دوبرافكا سيمونوفيتش، دعوة للإفراج عن جميع المدافعات عن حقوق الإنسان في السعودية. وأدان الخبراء في بيانهم "بأشد العبارات الممكنة تصرفات المحاكم السعودية ضد النساء المعتقلات". وفي نوفمبر الماضي ذكرت هيومن رايتس ووتش في بيان لها أن المحققين السعوديين عذبوا ما لا يقل عن 3 من الناشطات السعوديات المحتجزات منذ بداية مايو 2018، لافتة إلى وجود تقارير تزعم أن التعذيب من قبل السلطات السعودية شمل الصعق بالصدمات الكهربائية والجلد على الفخذين والعناق والتقبيل القسريين.
لجين الهذلول، اعتقلت في أيار/ مايو الماضي، برفقة مجموعة من الناشطات، اتهمن بالتواصل مع جهات خارجية- صفحتها عبر تويتر اختفى حساب المواطن السعودي هذلول الهذلول، بعد يومين على تغريدته المثيرة، التي كشف من خلالها عن تعرض ابنته لجين إلى التعذيب والتحرش الجنسي داخل السجن. وتوقع ناشطون أن يكون والد لجين الهذلول قد اضطر إلى حذف حسابه تحت التهديد. فيما قال آخرون إن المكتب الإقليمي لشركة "تويتر" في دبي، ربما يكون مخترقا من قبل السلطات السعودية، التي بدورها ذهبت إلى حذف الحساب. وكان الناشط المعارض في كندا، عمر عبد العزيز الزهراني، قال إن استهداف لجين الهذلول تحديدا من قبل السلطات السعودية، يأتي لكونها رفعت صوتها وحيدة في فترة سابقة، منادية بمنح المرأة حقوقها، والإفراج عن المعتقلين. وقال الزهراني إن الهذلول من أسرة ثريّة، ولم تكن مطالبها شخصية، واعتقلت من أجل ذلك مرتين في السابق، وهو ما يفسر حنق الدولة تجاهها. يشار إلى أن لجين الهذلول، اعتقلت في أيار/ مايو الماضي، برفقة مجموعة من الناشطات، اتهمن بالتواصل مع جهات خارجية. وكانت تقارير تحدثت عن أن المستشار في الديوان الملكي السابق سعود القحطاني، أشرف على تعذيب ناشطات، والتحرش بهن، وتهديدهن بالاغتصاب.
وأضاف شهابي على تويتر "المقاربة غير التقليدية والعنيفة جدا للتعامل مع المعارضين (... ) تجري مراجعتها الآن من قبل القيادة السعودية". المصدر: الجزيرة + وكالات
وأشارت لين معلوف، من منظمة العفو، إلى حديث وسائل الإعلام عن تعرض لجين لتعذيب وتحرش جنسي في الأشهر الثلاثة الأولى من اعتقالها. وأفادت وسائل إعلام أن نشطاء، بينهم لجين الهذلول، احتجزوا في الحبس الانفرادي وتعرضوا لسوء المعاملة والتعذيب بما في ذلك الصعق بالكهرباء والجلد والاعتداء الجنسي - وهي المزاعم التي نفاها مسؤولون سعوديون. وتقول لين معلوف "منذ توقيفها، هي وغيرها، هناك انتهاك للحقوق الأساسية في المحاكمة العادلة، والتمثيل، ومعرفة التهم". من جهته، أضاف الدبيسي: "المحاكمة العادلة لا تتعلق فقط ببداية المحاكمة، بل تتعلق بمراحل قبلها منذ الاعتقال؛ فلا بد أن يكون ما جرى قبل المحاكمة عادلا وإلا فإن ما سيحصل في المحاكمة تحصيل حاصل". وكانت وسائل إعلام سعودية رسمية وصفت لجين ورفاقها بـ "الخونة" و"عملاء السفارات"، ما انعكس ذلك أيضا في كثير من تغريدات سعوديين على موقع تويتر. السيناريوهات المحتملة تفاءل البعض بمنشور لعلياء الهذلول كتبت فيه أن أختها وقعت على طلب عفو ملكي، واعتبروه مؤشرا على احتمال الإفراج القريب عنها. لكن السعودي علي الدبيسي يبدو أقل تفاؤلا. "قد يكون نشر مثل هذه الأخبار تكتيكا من قبل الحكومة لامتصاص الغضب"، يقول الدبيسي.
وطالبت المنظمة السعودية بأن تحقق بشكل موثوق على الفور في ادعاءات سوء المعاملة في السجن، وأن تضمن علناً سلامة جميع النشطاء المحتجزين، وأن تسمح للنساء المحتجزات بالاتصال بالمحامين وأفراد أسرهن دون قيود، وأن تقدم أدلة على سلامتهن، وتطلق سراح المعتقلين بسبب الدعوة السلمية للإصلاح. وفي نوفمبر الماضي نفت السعودية التقارير التي تحدثت عن تعرض نشطاء بينهم نساء لتحرش جنسي وتعذيب أثناء استجوابهم مشيرة إلى أنها تقارير "لا أساس لها". لكن من جانبها نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال"، الأسبوع الماضي، عن مسؤول سعودي وصفته بالمطّلع على وضع الناشطات المعتقلات، قوله إن لجنة حقوق الإنسان التي ترفع تقاريرها إلى الملك سلمان بن عبد العزيزتحقق في الاتهامات بتعذيب عدد من الناشطات المدافعات عن حقوق النساء، ومنهن عزيزة اليوسف وإيمان النجفان وسمر بدوي وأخريات.