التشبه المذموم التشبه المذموم صوره كثيره ومتنوعه منها: 1- تشبه أحدهم بالشيطان كأن يتعمد في طريقة أكله أن يأكل بشماله كما يفعل الشيطان فقد قال صلى الله عليه وسلم " لا يأكلن أحدكم بشماله ، ولا يشربن بها ، فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بها " وبذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن أكل الرجل أو شربه بيده اليسرى حتى لا يقع في المحظور وهو تشبهه بالشيطان. 2- التشبه بالكفار: والتشبه بالكفار له أحكام كثيرة منها ما قد يكون شركا أو كفرا وذلك إذا كان التشبه بهم أساسه التشبه بدينهم وعقائدهم ، ومن التشبه ما يعد معصية وفسق وهو التشبه بهم في عاداتهم مثل تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال ، أو لبس الذهب بالنسبة للرجال ، ومنها التشبه الذي يكون حكمه أنه مكروه. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم" لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا وذراعا بذراع ، حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم" قلنا يا رسول الله ، اليهود والنصارى؟ قال: "فمن؟". وهذا حديث يبين فيه النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن التشبه بالقوم الكافرين. 3- تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال: وهو من التشبه المشهور جدا والملحوظ في هذا الزمان وهو من الأمور التي تؤدي إلى لعن صاحبها فقد قال ابن عباس رضي الله عنه" لعن رسول الله صل الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال".
وابن تيمية في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم فصل في مشابهة الكفار بين ما كان أصله مأخوذا عنهم، وما ليس في الأصل مأخوذا عنهم، ولكنهم يفعلونه كذلك، واختار في النوع الثاني أنه "ليس فيه محذور المشابهة، ولكن قد يفوت فيه منفعة المخالفة، فتتوقف كراهة ذلك وتحريمه على دليل شرعي وراء كونه من مشابهتهم" ثم يختار استحباب تركه لمصلحة المخالفة إذا لم يكن في تركه ضرر. يظهر من هذه المواقف أن النهي عن التشبه بالكفار ليس على إطلاقه، وحكمه ليس على الكراهة أو الحرمة دائما، كما أنه ليس جائزا على إطلاقه كما يرى المتسيبون في الفتوى، وإنما له أحوال، كل حال يأخذ حكمه تبعا لتكييفه، بعضه محرم وهو الذي يدخل في محذور النهي، وبعضه الآخر جائز خصوصا إذا كان مما دعت إليه الحاجة، أو تشترك فيه الأمة مع غيرها من أمم الأرض، نبدأ بأحوال المنع ثم الجواز: النهي عن التشبه بالكفار ليس على إطلاقه، وحكمه ليس على الكراهة أو الحرمة دائما، كما أنه ليس جائزا على إطلاقه كما يرى المتسيبون في الفتوى الحالة الأولى – أن يقع التشبه في قضية عقدية، أو في طقوس دينية، أو خاصية انتمائية لدي غير المسلمين، كتعليق الصليب لدي المسيحين، أو ارتداء لبسة حاخامات اليهود، أو استخدام إشارة خاصة بالتثليث، واشتهر الأخير كثيرا لدي اللاعبين حتى من المسلمين، وهذه الأمور وإن كسبت شهرة، وأصبحت علما فإنه يجب على المسلم البعد عنه، فهذا النوع من التشبه ممنوع.