أما الأهالي وساكنو مكة وما حولها فهم كسائر البشر بعواطفهم ومشاعرهم وأحاسيسهم وميولهم وحاجاتهم وتقلبات أحوالهم، يصدر منهم سلوكيات حسنه مناسبة للاحترام والأدب والتعظيم مع البلد الحرام و يدركون قيمة وعظمة وقدسية ومعنى السكن فيه وحرمته وما يترتب على ذلك من سلوك وأفعال سواء بالتوارث أو بالمعايشة والعلم بمعني القدسية لهذا المكان. إلا أن البعض من الذين يقطنون هذا البلد أو الزائرين والمعتمرين له لا يدركون المعاني والقيم التي يفرضها بقاؤهم وسكنهم في مكة فيصدر منهم ما يتعارض مع تلك القيم والمعاني؛ سواء في سلوكهم المعتاد أو تفاعلهم مع الآخرين الأمر الذي يستوجب باستمرار التذكير والتنشئة السليمة لما يتوازى ويتماشى مع مقتضيات هذه القدسية. إنه لا يمكن رصد وحصر والحديث عن كل الجهود التي تمت وتتم في العهد السعودي، ولكن يمكن اختيار بعض الأمثلة من جهود مميزة تختلف عن كل الجهود التي اعتدنا نسمع عنها ونلمسها ونشاهد آثارها كل عام من تطوير للمسجد الحرام والمشاعر المقدسة والمسجد النبوي وما يرتبط بها من أماكن مقدسة، إلا إن هذه الجهود لا تأتي ثمارها إلا برفع مستوى الوعي والعلم والثقافة والسلوك التي يمارسها ويتفاعل بها الساكنون والقاطنون في هذه الأماكن المقدسة لما يقتضيه واجب الدين وبالتحديد الأدب والتحلي بسلوك ديني وحضاري في هذه الأماكن والمشاعر التي تحلى بها النموذج من السلف في العصر الذهبي للإسلام والتي زادت من انتشار الإسلام والاعتزاز بالقيم الإسلامية.
وانطلاقاً مما يعلمه الجميع من إدراك قيادة هذه الدولة الرشيدة بجميع مستوياتها بأثر هذا البلد وهذا البيت في حفظ أمن واستقرار الدولة فإن مشروع تعظيم البيت الحرام يعد أحد الروافد المهمة في حياة الأمة ومستقبل الدولة. لذا ينبغي النظر إليه نظرة خاصة، ودعمه وتطويره حتى يحقق أهدافه وتطلعاته وأبعاده الحضارية. ومن مقترحات الدعم والتطوير: 1) نقل المشروع من تبعيته لجمعية مراكز الأحياء إلى الاستقلالية ليصبح مشروعاً مستقلاً بذاته، ومرتبطاً بإمارة منطقة مكة المكرمة مباشرة. 2) توفير الوظائف الإدارية الحكومية للمشروع، والمرتبطة بوزارة الخدمة المدنية مباشرة، أو تكون هذه الوظائف ضمن وظائف إمارة مكة المكرمة. 3) تخصيص ميزانية مالية سنوية للمشروع، مثل باقي المشروعات والقطاعات الحكومية، دون الاعتماد فقط على دعم رجال الأعمال والمحسنين. 4) أن ينشئ للمشروع مبنى متكاملا، ووفق المواصفات الحديثة في الإنشاءات العمرانية، حتى يتناسب المبنى مع أهداف المشروع وتطلعاته وأبعاده الحضارية. 5) أن يندب للمشروع عددٌ من الكفاءات الوطنية العلمية والإدارية من الجهات الحكومية الأخرى، تسهم مع العاملين فيه في تطويره وتكثيف برامجه وإيصال رسالته لأفراد المجتمع المكي والسعودي، نقل هذه الرسالة للعالم الإسلامي.
نقدم إليكم اليوم موضوع حول تعظيم البلد الحرام ، حيث تعد البلد الحرام أو مكة المكرمة من أهم البقع في الأرض ، فهي عظيمة بذاتها ومكانتها في نفوس المسلمين، ومكة المكرمة تقع في شبه الجزيرة العربية وتتمتع بتاريخ عظيم وقدسية عالية،وقيمتها في قلوب المسلمين جميعاً لا تساوي أي قيمة أخري. وأصبحت هذه البقعة حصناً منيعاً لا يمكن الاقتراب منه،ومنحها الله تعالي مميزات خاصة بها فقط، حيث تقام فيها الشعائر الإسلامية باختلاف الطوائف، ويقوم الحجاج بالتجمع علي هيئة واحدة،لكي يلبوا الدعاء لألهاً واحداً. وبعد أن كانت وادي خالي من الزرع، أصبحت أكبر تجمع لملايين البشر من مختلف الفئات،وتعظيمها واجب فرضه الله تعالي علي عباده، قال تعالي (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوي القلوب)، ومن أهم وأعظم المشاريع التي قامت في مكة المكرمة هو"تعظيم البلد الحرام"،والذي يسعى منذ أطلاقه إلي إيصال صورة مشرفة للعالم بأكمله، وتعظيم مكة المكرمة بنفوس المسلمين، لذا سوف نعرض لكم اليوم موضوع حول تعظيم البلد الحرام علي موسوعة في السطور التالية. يتضمن تعظيم البلد الحرام الكثير من الأمور التي يجب علي كل شخص أن يهتم بها ومن أبرزها: القيام بتطبيق كافة النصوص الشرعية التي تناولتها المنطقة المباركة،ومن بينها زيارة البيت الحرام، وأداء جميع العبادات التي حثتنا عليها الشريعة الإسلامية، كالعمرة، والحج، والصلاة في المسجد الحرام.