أثارت مادة غلوتمات أحادي الصوديوم جدلاً كبيراً حول تأثيرها على صحة الإنسان، وثمة وجهات نظر مختلفة ومتناقضة تحوم حولها لكن ما هي حقيقة هذه المادة؟ قبل الحديث عنها، ما هي غلوتمات احادي الصوديوم ( MSG)؟ هو ملح الصوديوم الأحادي لحمض الغلوتاميك. موجود ضمن اطعمة معينة بطريقة طبيعية كالبندورة، بعض انواع الجبنة ومعلبات الخضار واللحوم المصنعة والطعام الصيني... كما انه موجود كثيراً في الأحماض الأمينية غير الأساسية التي يصنعها جسمنا وعادة توجد في البروتينات التي نتناولها. تستخدم الشركات المصنعة للأطعمة مادة غلوتمات أحادي الصوديوم كثيراً بهدف تحسين الطعم. اثارت هذه المادة جدلاً ونقاشاً كبيرين لأنه تبين ان هناك اعراضاً نتيجة تناوله أهمها آلام في الرأس، التعرّق، تنميل، دقات قلب سريعة، غثيان، تعب وآلام في الصدر... لا سيما عند الأشخاص الذين يتناولون الطعام الصيني، وأُطلق على هذه الحالة اسم "متلازمة المطعم الصيني". شكوك كاذبة أثارت الشكوك حول اضرار هذه المادة خوف الناس وقلقهم الى حين صدور عدّة دراسات كشفت عدم وجود علاقة واضحة ومباشرة بين الأطعمة الغنية بغلوتمات احادي الصوديوم والأعراض الشائعة التي تحدثنا عنها.
وكرر أولني هذه التجربة على قردة رضع تعيش في شمال الهند تنتمي لنوع يُدعى "مكاك ريسوسي". وأعطى الباحث هذه القردة مادة الـ"إم إس جي" في صورة شراب يُتناول عبر الفم، ليشير في نهاية المطاف إلى أن ما حدث مع الفئران تكرر مع القردة. لكن 19 دراسة أخرى، أجريت على القردة من جانب باحثين آخرين، لم تُظهِر نتائج مماثلة ولا حتى مشابهة. في السياق ذاته، لم تخرج التجارب التي أجريت على البشر بأي أدلة قاطعة تثبت وجود آثار سلبية لمادة "غلوتامات أحادية الصوديوم". وفي إحدى هذه التجارب، قُسّمت عينة البحث المؤلفة من 71 شخصا من الأصحاء تماما إلى مجموعتين أعطيتا كبسولات؛ تحتوي بعضها على جرعات متزايدة من هذا المركب الكيمياوي بينما تحتوي الأخرى على مادة وهمية يُفترض أنها الـ"إم إس جي". وكشف الباحثون أن أعراض ما يُعرف بـ"متلازمة المطعم الصيني" انتابت أفراد المجموعتين بنفس المعدل تقريبا، بغض النظر عما إذا كان قد تم إعطاء عينة البحث "غلوتامات أحادية الصوديوم" أو مادة وهمية "بلاسيبو". وظلت نفس النتائج قائمة حتى بعدما تم تبديل الأدوار، وأُعطيت كل مجموعة المادة التي كانت تُمنح للأخرى. وفي عام 1995، وفي مسعى لإيجاد نهاية لهذا الجدل، كلفت إدارة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة اتحاد الجمعيات المعنية بعلم الأحياء التجريبي ببحث كافة الأدلة المتاحة حول ذلك الملف، وتحديد ما إذا كانت مادة الـ"إم إس جي"، تشكل ذاك الشيطان الغذائي الذي جعله البعض كذلك.
لجلوتومات أحادي الصوديوم رقم E621. مقالات قد تفيدك: شاهد أيضاً كلوروهيدروكينون vChlorohydroquinone مادة صلبة بلورية يتراوح لونها بين الشفاف إلى الأبيض. صيغتها الكيميائية ClC6H3(OH)2 و وزنها الجزيئي …
شاع القلق بشأن MSG في الستينيات، بعدما أدخلت لسنوات إلى أمريكا، وذلك بسبب إنتشارالتقارير لتسببها بمتلازمة "المطعم الصيني"- حيث يشتكي المصاب بأعراض مرضية بعد تناول الطعام الصيني الذي يستخدم فيه MSG بكثرة. ومن أعراض المتلازمة: الصداع، ألم في الصدر، وخدار بالأطراف، أو الشعور بالضعف والوهن الذي يستمر عدة ساعات ~ والذي يوصف كأعراض الثمالة من المشروبات الكحولية. وفي نفس الوقت، أظهرت الأبحاث أن MSG قد يسبب تلفًا في المخ عند الرضع، وبناءًا على تلك الأبحاث تمت إزالته من أغذية الأطفال. وإتجه العديد من مصنعي المنتجات والمطاعم إلى توضيح خلو أطعمتهم من الـ " MSG لتخفيف قلق المستهلكين. لكن لايزال هناك قلق بشأن MSG من قبل الناس والخبراء عن تأثيرها ومدى إرتباطها وإلقاء اللوم عن تسببها في كل شيء، مثل: التوحد وفرط النشاط والمواقع مثل و تكريس جهودهم لتثقيف الجمهور حول آثاره الضارة. وفي الحقيقة، لم تستجيب معظم منتجي الأطعمة والمطاعم لهذا الذعر من MSG لأهميتها بتحسين طعم ونكهة الأغذية الرخيصة وفعاليتها الفريدة لتحسين لاي منتج مهما كانت ردائته. لذا المجتمع الأكلديمي والباحثين لم يهزموا بعد MSG. وعلى الرغم من أن هناك قانون ينص بلزومية توضيح وجود MSG من ضمن قائمة محتويات الأغذية المصنعة لتنبيه المستهلك، خاصة عند إستخدام جلوتامات أحادية الصوديوم في مكوناتها في شكله النقي كملح.
مما سبق يتضح أن المعلومات المتوفرة في الوقت الحاضر سواء من الهيئات الدولية كاللجنة المشتركة المعنية بتقييم المواد المضافة المنبثقة من هيئتي الأغذية والزراعة والصحة العالمية، وكذلك المفوضية الأوروبية، وهيئة الغذاء والدواء الأمريكية أن ما يُنسب لمادة جلوتامات الصوديوم الأحادية من أمراض عصبية وتأثير على الدماغ.. وغيرها من الأمراض أمر لم يثبت ولم يتواتر بالتجارب العلمية الموثقة، ولكن لوحظ من خلال عمليات الرصد وجود حساسية لهذه المادة من قبل بعض الأشخاص مثلما يحدث بالنسبة لبعض المواد المضافة الأخرى المأمونة الاستخدام أو لبعض الأغذية الطبيعية. وعليه فالهيئة تنصح الأشخاص الذين يتحسسون من هذه المادة توخي الحذر عند تناول الأغذية التي تحتوي على هذه المادة كما هو الحال بالنسبة لمعظم وجبات المطاعم - خاصة الآسيوية التي يشيع بها إضافة تلك المادة – وعليهم ملاحظة أي شكل من أشكال التحسس كاحمرار الوجه وضيق التنفس وزيادة ضربات القلب وتنمل عضلات الفم- حتى يتجنبوها مستقبلاً، كما ينصح بقراءة معلومات البطاقة الغذائية جيداً قبل شراء المنتجات الغذائية المحتوية عليها، كما يلزم- ومثل باقي المواد المضافة- عدم المبالغة في استخدامها سواء في البيت أو في المطاعم.